السبت، 23 أبريل 2011

نزار القباني (( أطربت قلبي بقصائدك ))***


قال نزار القباني

حَبِيْبَتِي وَالْمَطَر 
أَخَاف أَن تُمْطِر الْدُّنْيَا وَلَسْت مَعِي
فَمُنْذ رُحْت وَعِنْدِي عُقْدَة الْمَطَر
كَان الْشِّتَاء يُغَطِّيْنَي بِمَعْطَفِه
فَلَا أُفَكِّر فِي بَرَد وَلَا ضَجَر
كَانَت الرِّيَح تَعْوِي خَلَف نَافِذَتِي
فَتَهْمِسِين تَمَسَك هَاهُنَا شِعْرِي
وَأَلَان اجْلِس وَالْأَمْطَار تَجْلِدُنِي
عَلَى ذِرَاعِي عَلَى وَجْهِي عَلَى ظَهْرِي
فَمَن يُدَافِع عَنِّي يَا مُسَافِرَة
مِثْل الْيَمَامَة بَيْن الْعَيْن وَالْبَصَر
كَيْف أَمْحُوك مِن أَوْرَاق ذَاكِرَتِي
وَأَنْت فِي الْقَلْب مِثْل الْنَّقْش فِي الْحَجَر
أَنَا أُحِبُّك يَامَن تَسْكُنِيْن دَمِي
إِن كِنَت فِي الْصَّيْن
أَو إِن كِنَت فِي الْقَمَر.. 

يَدَك
يَدَك الَّتِي حُطَّت عَلَى كَتِفِي
كَحَمَامَة نَزَلَت لِكَي تَشْرَب
عِنْدِي تُسَاوِي آلَف أُمَنيّة
يَالَيْتَهَا تُبْقِى وَلَا تَذْهَب
الْشَّمْس نَائِمَة عَلَى كَتِفِي
قَبِلْتُهَا آلَف وَلَم اتْعَب 

----
تِلْك الْجَمِيلَة كَيْف ارَفَضُهَا
مَن يَرْفَض الْسُّكْنَى عَلَى كَوْكَب
قَوْلِي لَهَا تَمْضِي بِرِحْلَتِهَا
فَلَهَا جَمِيْع مَا تَرْغَب
تِلْك الْجَمِيلَة كَيْف أَقْنِعْهُا
آَنْي بِهَا مُعْجَب 

----
يَدَك الْصَّغِيْرَة طِفْلَة هَرَبَت
مَاذَا أَقُوْل لِطِفْلَة تَلْعَب
أَنَا سَاهِر وَمَعِي يَد امْرَأَة
بَيْضَاء هَل أَشْهَى وَهَل أَطْيَب 

كَلِمَات
يَسْمَعْنـي حِيْن يُرَاقِصــنِي كـــلَمَات لَيْسَت كَالـكَلِمَات
يَأْخُذُنِي مِن تَحْت ذِرَاعــي يَزْرَعُنِي فِي إِحْدَى الْغَيْمَات
وَالْمَطَر الْأَسْوَد فِي عَيْنِي يَتُسَاقـــــط زَخَّات زَخـــــات
يَحْمِلُنِي مَعَه يَحـــــــمَلَّنِي لْمَسَاء وَرْدِي الْشَّرَفــــــات
وَأَنَا كَالْطَّفــلَة فِي يَدَيْه كَالـرِيْشَة تَحْمِلُهَا الْنَّسَمَات
يَهْدِيَنِي شَمْسا يُهْدِيْنِي صَيْفا وَقَطِيْع الْسِّنُوْنــــوَات
يَخــبِرْنــــي أَنِّي تَحــــفَتـــه وَأَســاوِي آَلِاف الْنَجْمَات
وَبِأَنِّي كَنْز وّبــأَنِّي أَجْمَل مـــــا شَاهِد مـن لَوْحـــــات
يَرْوِي أَشْيَاء تُدَّوْخـنِي تَنْسَيْنِي الْمَرْقَص وَالخُطُوَات
كَلِمَات تُقَلَّب تَارِيْخـــي تَجْعَلْنِي امـــرَأَة فِي لَحَظَات
يَبْنِي لِي قَصْرَا مِن وَهُم لَا أَسْكُن فِيْه سِوَى لَحَظَات
وَأَعـــــــوَد لَطـاوَّلِتــي لَا شَيْء مَعــي إِلَا كُلـمـــــات
كَلِمَات لَيْسَت كـالـكَلِمَات لَا شَيْء مَعـي إِلّا كَلَّمــــات 


مُقْتَطَفَات 
1
مَا دُمْت يَا عُصْفُوْرَتِي الْخَضْرَاء 
حَبِيْبَتِي 
إِذَن.. فَإِن الْلَّه فِي الْسَّمَاء 
2
تَسْأَلْنِي حَبِيْبَتِي: 
مَا الْفَرْق مَا بَيْنِي وَمَا بَيْن الْسَّمَا؟ 
الْفَرْق مَا بَيْنَكُمَا 
أَنَّك إِن ضَحِكَت يَا حِبِيِبِتــــــي 
أَنْسَى الْسَّمَا 
3 
الْحُب يَا حَبِيْبَتِي 
قَصِيْدَة جَمِيلَة مَكْتُوْبَة عَلَى الْقَمَر 
الْحُب مَرْسُوْم عَلَى جَمِيْع أَوْرَاق الْشَّجَر 
الْحُب مَنْقُوْش عَلَى.. 
رِيَش الْعَصَافِيْر، وَحَبَّات الْمَطَر 
لَكِن أَي امْرَأَة فِي بَلَدِي 
إِذَا أَحَبَّت رَجُلا 
تُرْمَى بِخَمْسِيْن حَجَر 
4 
حِيْن أَنَا سَقَطَت فِي الْحُب 
تَغَيَّرَت.. 
تَغَيَّرَت مَمْلَكَة الْرَّب 
صَار الْدُّجَى يَنَام فِي مِعْطَفِي 
وَتُشْرِق الْشَمْس مِن الْغَرْب 
5 
يَارَب قَلْبِي لَم يَعُد كَافِيا 
لِأَن مَن أُحِبُّهَا.. تُعَادِل الْدُّنْيَا 
فَضَع بِصَدْرِي وَاحِد غَيْرِه 
يَكُوْن فِي مِسَاحَة الْدُّنْيَا 
6 
مَا زِلْت تَسْأَلْنِي عَن عِيْد مِيْلادِي 
سَجِّل لَدَيْك إِذَن.. مَا أَنْت تَجْهَلُه 
تَارِيْخ حُبَّك لِي.. تَارِيْخ مِيْلادِي 
7 
لَو خَرَج الْمَارِد مِن قُمْقُمِه 
وَقَال لِي: لَبَّيْك 
دَقِيْقَة وَاحِدَة لَدَيْك 
تَخْتَار فِيْهَا كُل مَا تُرِيْدُه 
مَن قَطَع الْيَاقُوْت وَالزُّمُرُّد 
لَاخْتَرْت عَيْنَيْك..بِلَا تَرَدُّد 
8 
ذَات الْعَيْنَيْن الْسَّوْدَاوَيْن 
ذَات الْعَيْنَيْن الْصَّاحِيَتَيْن الْمُمْطِرْتَيْن 
لَا أَطْلُب أَبَدا مِن رَبِّي 
إِلَا شَيْئَيْن 
أَن يَحْفَظ هَاتَيْن الْعَيْنَيْن 
وَيَزِيْد بِأَيَّامِي يَوْمَيْن 
كَي أَكْتُب شِعْرِا 
فِي هَاتَيْن الُّؤْلُؤْتَين 
9 
لَو كُنْت يَا صَدِيْقَتِي 
بِمُسْتَوَى جُنُوْنِي 
لَرُمِيَت مَا عَلَيْك مِن جَوَاهِر 
وَبِعْت مَا لَدَيْك مِن أَسَاوِر 
و نِمْت فِي عُيُوْنِي 
10
أَشْكُوْك لِلْسَّمَاء 
أَشْكُوْك لِلْسَّمَاء 
كَيْف اسْتَطَعْت، كَيْف، أَن تَخْتَصِرِي 
جَمِيْع مَا فِي الْكَوْن مِن نِسَاء



 ❀  ❀ (◡‿◡✿) ➸❥ ◦°○•:*¨`*:•.❀♥✿