قَالَت امِي لِي حِكَايَه
...
كُنْت انْظُر لْكَاس الْمَاء كَيْف يُدَنَّس صَفَاؤُه الْوَحْل ، وَكُنْت جَالَسَه وَسَط حَدِيْقَة الْمَنْزِل اتُنِعم بِنَسِيْمِه الْعَلِيْل ، وَبِأُذْنِي سَمَّاعات هَاتِفَي اسْتَمَع لِلْمُوُسِيِقِى ... فَأَحْسَسْت بِوِشَاحِي يُحاوَطِنِي فَنَظَرْت خَلْفِي فَإِذَا هِي أُمِّي تُغَطِّي كَتِفَي الْعَارِي كَي لَا أَمْرَض ، فَخُطَّت خُطُوَات وَهِي صَامَتْه فَلْتَفَتَت لِي وَقَالَت ..
ظَبْيُه أَعْتَذِر لمُقَاطَعَتك أَفْكَارُك يَاشَبِيهَة أَبيِكِي ، هَلْا تُخْبِرِيْنِي مَا الَّذِي يَلْعَب بِأَفْكَارِك الْآَن .. فَقُلْت لِأُمِّي..
أُنْظُرِي كَيْف الْصَّفَاء الْمَاء ؟ وَكَيْف يُدَنِّسُه الْتُّرَاب؟؟
فَأَخَذْت حَفِّة مِن تُرَاب حَدِيْقَتِنَا فَقُلْت..
هَل اسْتَطِيَع أَن أَشْرَب الْأَن؟ .. وَخُصُوْصا بَعْد مَا أَن صَار الْمَاء وَحَلَّا .. لَالَن أَسْتَطِيْع الْشُّرْب لصُعْوبِت مُرُوْرِه بِحَلَقِي يَا أُمِّي!!
فَقَالَت أُمِّي هَل تَقْصُدِين الْحُب فِي أَشْوَاكَه !!
قُلْت : نَعَم ، فَخُطَّت خُطُوَات مَّعْدُوْدَات لِلْوَرَاء ثُم عَادَت لِلْأَمَام لتُجَالسُنِي قَرَّبَا مِنِّي وَمَن ثُم لَعِبَت بِشَعْرِي الْطَوِيِل وَأَخَذَت نِصْفَه لِتَلْعَب بِه بِحُضْنِهَا وَتَتَمْسَح عَلَى خُصُلَات مِن شِعْرِي..
وَقَالَت : ظَبْيُه لَقَد أَلْهَمْتَنِي بِقِصَّة قَد سَمِعْتُهَا مِن جَدَّتِي ، وَأَنَا الْآَن أَقُوُلُهَا لِكَي .. اتَسَّمُحَيَّن لِي يَاصَغَيرَتِي ..
قُلْت أَتَشَوَّق لِذَلِك أُمِّي فَبْتَسَمّت قَائِلِه ..
فِي الْمَاضِي كَان هُنَاك وَلَد وَبِنْت ، الْوَلَد يُدْعَى عَايِش ، وَالْبِنْت تُدْعَى نُوْرِه ، وَهُمَا أَبْنَاء عَم ، وَيُحِبَّان بَعْضُهُمَا بِشِدَّه ، فَكَانَت الْبِنْت تَرْفِض الْزَّوَاج مِن غَيْر حَبِيْبَهُا إِبْن عَمِّهَا ... وَمَرّت الْأَيَّام وَسِنِين عَلَى حُبِّهِمَا ..
وَكِبْرَا مَع الْحُب فَي قَلْبَيْهِمَا..
وَلَكِن !!!
عَايِش يَسْتَهْوِي الْخَيْل ، وَالْكُل يَعْرِف ذَلِك بَيْن عَشِيْرَتِه ، الْقَرِيْب مِنْه وَالْبَعِيد ، وَنُوْرُه فَتَاة لَهَا مِن الْجَمَال بِمَاشَاء الْلَّه ، وَالْكُل يَعْرِف انَّهُمَا لِبَعْضِهِمَا ..
عَايِش اسْتَضَاف رَجُلا يَخْطُب مِنْه نُوْرِه يُرِيِيدِهَا زَوْجَه لَه لِنُدْرَة جَمَالِهَا ، فَرَفَض عَايِش لِحُبِّه لِنُوْرِه ، فَأَغْرَاه ذَاك الْرَّجُل بَخِيْل تُدْعَى كِحِيلان وَهِي الْوَحِيدَه لَدَيْه يَبِيْعُهَا بِنُوْرِه وَهَذَا الْحِصَان نُادَر فَجُن جُنُوْن عَايِش بِالْحِصَان ... فَبَاعَهَا بِحِصانَه كِحِيلان ...
فَذَهَب الَيْهَا وَقَال ...
نُوْرِه لَقَد جَاء رَجُل لْيَتَزَوْجِك وَأَعْطَانِي حَصَانَه كِحِيلان... فَتُلْبِسُهَا الْذُهُوْل بِمَا فَعَل حَبِيْبَهُا .. فَقَالَت بِصَدْمَة مِنْهَا ...
عَايِش أَّتَبِيْعُنِي بَكُحَيْلَان .. وَرَدَّدْت بُذُهُوْل أَبَكُحَيْلَان تَبِيْعُنِي ... فَوَافَقْت بِمَا حَصَل وَذَهَبَت مَع زَوْجِهَا وَهُنَاك بِعَشَرَتِهَا مَعَه عُرِف ذَاك الْزَّوْج أَنَّهَا لَا تَهْوَاه وَتَتَعَمَّد بِذَلِك لِيَعْرِف أَنَّهَا رُغْما عَنْهَا وَافَقْت .. فَذَهَب زَوْجَهَا وَأَسْتَرْجِع حَصَانَه مِن عَايَش رُغْما عَنْه وَإِلَّا سَيُتْرَك نُوْرِه مُعَلَّقَه بِلَا طَلَاق وَلَا زَوَاج فَأَعَاد إِلَيْه الْحِصَان ... فَبَعْد الْعَدَّه ..
عَاد عَايِش خَائِبَا لَهَا وَقَال...
نُوْرِه أَتَتَزَوجينِي .. فَنَظَرْت لَه بِطَرَف عَيْنُهَا وَهِي تَحْمِل الْحَطَب .. وَقَالَت مُتبسمِه بِخَيْبَة أَمَل ...
عُآُآُآَآآِآيِش أَنْظُر لَلسَمآُآِآِآَآء أَتُرَى الْقَمَر ...
قَال : نَعَم يَانُورِه ...
قَالَت : أُنْظُر وَتَمَعَّن لِلْقَمَر !! فَهُو أَقْرَب مِنِّي إِلَيْك ..
فَحَزِن حُزْنا شَدِيْدا بِمَا فَعَل بِقَلْبِهَا الْبَرِيء .. كَيْف رَضِيْت أَن تَذْهَب لِغَيْرِك وَهِي الْأَقْرَب لَك كَيْف سَمَحْت لِلْحُزْن أَن يُقَرِّبَهَا وَأَنْت هُنَا أَيْن قَلْبِك حِيْن قَال لَك الْرَّجُل الْحِصَان بِنُوْرِه كَيْف رَضِيْت ...
فَبَعْد سَنَوَات ... تَزَوَّجَت نُوْرِه بِغَيْر عَايِش وَذَهَبَت مَع زَوْجِهَا بَعِيْدَا عَن نَاظِرَيْه لتَنسَاه وَظِل عَايِش بِلَا زَوَاج وَلَا أَوْلَاد .. فَقَط يَتَفَكَّر بهااا وَكَيْف أَبْتَعِّدُت عَنْه ...
فَبَعْد سَنَوَات طَوَال صَارَت لِنُوْرِه أَطْفَال تَعِيْش لِأَجْلِهِم .. وَعَايَش أَصْبَح يُقْسِم حَلَالَه بِالْنِّصْف لِأَجْل ابْنَة عَمِّه لِتَعِيْش هِي وَزَوْجُهَا بِهَنَاء وَلَكِن الْقَلْب يَعْرِف طَرِيْقَه بِالْحُب ..
فَنَقُص مِن الْحَلَال وَعَاد زَوْجَهَا لِيَطْلُب مِن عَايَش مَايَسُد جُوْعَهُم ... فَوَجَد عَايِش وَحْدَه يَتَفَكَّر بِنُوْرِه وَكَيْف أَجُرَحُهَا بِمَا فَعَل بِهَا ... فَأَرَاد أَن يُسَلِّم عَلَيُّهاااا بِطَرِيْقِه لُغْز بَيْنْهُمااا إِذَا كَانَت لَازَالَت تَكُن لَه حُبّا أَم لَا لِتَهْدَأ نَفْسُه ...
فَال لِزَوْجهااا : سَأُعْطِيْك لُغْزَا لِتَحِلّه نُوْرِه قُل لِهااا ( الْقَمَر كَيْف نُوْرِه) ...
فَعَاد الْزَّوْج لَهَا بِالْحَلَال وَأَعْطَاهَا الْلُّغْز وَهُو لَم يَفْهَم مّاهْو ذَاك الْلُّغْز ...
فَعَرَفْت انَّه لَازَال يَتَفَكَّر بِهَا وَلَكِن عِزَّة نَفْسَهَا لَم تُسْمَح لَهَا بِالْعَوْدَه .. فَرَدَّت لَه الْلُّغْز بِلُغْز وَقَالَت عَد إِلَيْه وَقُل ( الْسَّمَك فِي الْبَحْر كَيْف هُو عَايِش ) فَبَكَت وَبَكَت وَبَكَت بِصَمْت حَتَّى لَايَسْمَعْهَا قَلْب عَايِش وَعِنْدَمَا عَرَف ذَالِك بُكَا هُو الْأُخَر وَمَات شَيْخا قَلْبِه نَادِما كَسِيْرَا بِنُوْرِه وَبِمَا فِعْل بِهَا ...
فَصَمَتَت أُمِّي قَلِيْلا .. فَجَلَسْت أَسْحَب وِشَاحِي لِأَضَعَه عَلَيْهَا .. وَقُلْت..
مَاذَا بِك وَتَصَنَّعَت بِعَيْنَي غَمْرَه لَأَسْحَب مِنْهَا مَا بِخَاطِرِهْا .. فَقَالَت ..
أَخْبِرِيْنِي مَاذَا أَعْنِي بْقِصِّتِي وَمَاذَا فَهَمَّتِي ؟ ..
قُلْت أَن الْحُب صِفَه تَعِيْش فِي قَلْب كُل إِنْسَان .. وَلَكِن .. هُنَاك مِن يَصُوْنُهَا وَهُنَاك مَن يُشَوِّهُهَا ..
أُمِّي حَبِيْبَتِي الْحُب قَد قَتَلَه أَصْحَاب الْنَّوَايَا الْسِيِّئَه وَقَد أَصْبَحْت صِفَه لِلتَّلاعِب بِهَا بِاسْم الْتَّجْرِبَه .. وَهَذَا هُو الْالَم بِعَيْنِه ...
فَنَظَرْت لَهَا لِتَرُد عَلَي فَبْتَسَمّت وَنَظَرْت لِي بِطَرَف عَيْنُهَا وَرَمَت شِعْرِي عَلَى الْأَرْض حَيْث رَأْسِي بِحُضْنِهَا وَقَالَت .. هَلُمِّي مَعِي لِلْدَّاخِل يَاشِقِيْه فَظَلِلْت الْحِقُهَا ارِيْدُهَا أَن تُرَد عَلَي ... وَكَتَفْت بِقَوْل(( رُوْحِي نَامِي يَابِنْت بِلَا شَقَاوه قَبْل لَا أَقُوْل لبَوّج )) وَقُلْت يَارَبِّي سَّوُالَف حَرِيْم تَقَوَّلَه لَبَوِي شِحَقّه...
لاتنسون الرد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق